من خلال تتبع أعمال الفنانة دليلة العيادي ، يلاحظ في أعمالها هذا الثراءالثقافي والحضاري ، إذ استفادت من أصولها التونسية اليونانية ، لبناء شخصية فنية خاصة بها ، وذلك بفضل ما اكتسبه من إرث حضاري (من عادات وتقاليد ونفَس تونسية صرفة ) وما حرصت على التعليق به من خلال أصول والدتها(رحمها الله ) اليونانية ، فاستلهمت من ذلك الشئ الكثير محاولة التوفيق بينهما في أعمالها الفنية ، اطلاعا و انطباعا ثم عملا ، بالمحافظة على خصوصية كل منهما أحيانا ، والمزج بينهما أحيانا أخرى ، ويتجلى ذلك من خلال المشاهد الطبيعية خاصة ، فنجد مشاهد شبيهة لمدينة سيدي أبي سعيد الباجي و مدن يونانية ، انتقتها بكل عناية محاولة منها لإبراز هذا الترابط الحضاري الرهيب بين البلدين ، وبلدان البحر الأبيض المتوسط عموما .
الفنانة دليلة العيادي تميزت جل أعمالها بهذا الحس الفي المرهف المجسد في جل لوحاتها ، و محاولتها إستنباط شخصية فنية خاصة بها ، كل ذلك بتؤدة وعمل جاد يتجلى من خلال وفرة أعمالها ومشاركاتها المتعددة في معارض جماعية وكذلك بعض المعارض الشخصية ، فلاقت أعمالها كل الترحيب التشجيع من طرف العديد من الفنانين التشكيليين والزوار الذين واكبوا هاته المعارض.