vendredi 31 mai 2019

ازمة ابداع ام ازمة بدع

لا احد ينكر ما يعانيه هاته الايام قطاع الفنون التشكيلية من ركود مدمر ، ومرد ذلك الازمة الاقتصادية الخانقة التي تمر  بها البلاد التونسية ، والعالم بصفة عامة .
ثم هذا التنافر الكبير بين الكثير من الفنانين التشكيليين ، اضافة الى ما يسود القطاع من لوبيات وجماعات محنطة يصعب تفتيتها ، لما بنيت عليه من مصلحة واهداف شخصية مركبة.تتخلل كل ذلك بعض من رمي الورود في غير محله ، لاطراف دون اخرى.
فاين نحن من احترام الكبار فنيا وسناا ،اين نحن من تشجيع المواهب الصاعدة ، اين نحن من الابداع الخلاق ، اين نحن من البحث والاطلاع الجاد ؟.
اسئلة اطرحها واعلم اني لن اجد لها جواب .

samedi 9 mars 2019

حوار مع الفنان التشكيلي نصر الدين العسالي




  حوار مع الفنان التشكيلي نصر الدين العسالي 

س: سر تشبث الفنان التشكيلي نصر الدين العسالي بالعمل الجاد والبحث المتواصل ، على الرغم مما يسود الوسط الفني من ركود وجمود .

ج: السر يكمن في ما إختزلته من انبهار لازمني منذ الصغر ، يوم رسمت مشهد طبيعي ، كان ذلك عن طريق الصدفة ، مشهد حاولت إعادة رسمه عديد المرات ، في سعي مني لتحقيق نجاح حالفني اول مرة عن طريق الصدفة . بهاته المحاولات اكتسبت نوع من الخبرة وأنفقت لاجله الكثير من الوقت والعمل ، وبذلك ترسخت عندي هواية الرسم الذي يراوح بداخلي الى الان . مما شجعني على مواصلة العمل بنفس الوتيرة والحماس . 
ومع كل ما حصل لي من تطور في الإمكانيات وبالمزيد من البحث والاطلاع إستمرت مسيرتي ، حيث لازالت الى الان اعتبر نفسي ذلك الطفل ذو الاثنى عشر سنة.
 اسعى دائما الى المزيد من اكتساب الثقافة والخبرة بالاطلاع المتواصل على ميادين اخرى كالكيميا والأدب ...وكل العلوم الانسانية المتنوعة. 
ولي ان اوؤكد أني اعتبر ذلك من النعم التي بها أواصل البحث و العمل. 

س: اهم مشاريعك المستقبلية.

ج : لا توجد لي مشاريع معينة، بل هو عمل يومي متواصل غير مقيد بشئ ، فالفن عندي لا ينحصر في معرض او جائزة بل ان الحلم عندي مواصلة الرسم .
رغم ان ذلك له تكلفة باهظة يتكبدها الفنان لي و أدوات الرسم والمحامل، خاصة انه مع الأيام وتطور التجربة يصبح الفنان غزير الانتاج فتتفاقم مصاريفه ، فيدفعه ذلك الى البحث عن موارد لمواصلة العمل . و أشير الى التلاعب الذي يخيم على لجنة وزارة الشؤون الثقافية المكلفة بشراء الاعمال الفنية من المعارض ، وما يتعمده البعض من وضع أثمان مرتفعة تقلص الفرص امام عديد المنتفعين ، ولي هنا ان اقترح ان لا تتجاوز الأسعار الألفي دينار تعميما للفائدة ، وكي لا يحرم منها البعض ، كل ذلك في إطار من الشفافية والمصداقية بعيدا عن المحابات للمقربين والنافذين في الوزارة ، اذكر أني انقطعت مدة عن المشاركة في المعارض وخيّرت فتح ورشة خاصة بي خوّلت لي آفاق ارحب تمكنت بفضلها من اقتناء الأدوات الجيدة والكتب القيمة ، بها واكبت التطور الفني العالمي ، ولوحاتي تباع الان في جميع أنحاء العالم ، في حين اكتفى البعض بما تقتنيه منه الدولة وظلوا على جمودهم .

س : متحف الفنون التشكيلية هل هو حل ام حاجة .

ج : المتحف لابد من انجازه بصيغة علمية وبموافقة الجمعية العالمية لمتاحف الفنون التشكيلة ، لابد ان تتوفر له كل أسباب نجاحه من هندسة للمتحف وسلامة للأعمال ، وترميم للأعمال ، ومن الضروري ان يشرف عليه فريق مختص له تكوين عال في الميدان من أبناء الوطن .
المتحف ضروري فالفن التشكيلي فن الانسانية ، وبلادنا في حاجة اليه ، وعلينا بالاستثمار فيه ، لما له من مردود مادي ومعنوي ، من جلب للعملة وإعطاء صورة اجمل عنا خاصة في ظل تنامي الإرهاب والانغلاق الفكري المنتشر بيننا . 

س : ماذا عن جمعيات الفنون التشكيلية والدور الذي تلعبه .

ج : الجمعيات لابدان تواصل عملها وان تتطور أعمالها ، وعدم الاكتفاء بتنظيم معرض سنوي ... واقترح احداث فروع فاعلة داخل البلاد ، تكون لها ورشات تنشط على مدار السنة تهتم بالإبداع . 
وهنا اوؤكد ان اتحاد الفنانين التشكيليين يعتبر مكسب هام لابد من المحافظة عليه ، على ان الا يكرس التفرقة بين العصاميين والأكاديميين وان يسعى ان يتكامل الطرفان لما فيه من خير للفن التشكيلي ببلادنا. فالعصاميين وان لم يكن لهم تكوين أكاديمي الاانهم لم يتخلّوا يوما على التكوين والبحث الجاد ، حيث تراكمت لديهم خبرات كبيرة لا اظنها متوفرة عند البعض من اصحاب الشهائد العلمية . 

 س : نصيحة يقدمها الفنان نصر الدين العسالي لأصدقائه الفنانين . 

ج : نصيحتي ان يعطي الفنان قيمة لأعماله وان يدافع عن فنه بانفة وتحابب وتآزر ، وان نحب هذا الوطن . فنحن سفراء له لان وغدا لان اعمالنا باقية ، ثم لابد لنا من التواضع .
- محسن حجلاوي.


vendredi 21 décembre 2018

الفنان منصف بن جامع

التشكيلي منصف بن جامع


س: الفنان منصف بن جامع لو تقدم نفسك 




ج : منصف بن جامع فنان تشكيلي من مواليد بنزرت ،أعمالي مزج بين الواقعية والتجريدية ، وذلك من خلال عملي علي الثنائيات المتعارف عليها في الحياة ،مثل الوعي واللاوعي، وثنائية الألوان الباردة والحارة .

وهذا المزج يسمح لي ببناء لوحة يتداخل فيها الأسلوب والفكرة مع الرؤيا لخلق صدمات لونية وفكرية تثير التساؤل عند المشاهد حتى تتكون له فكرة خاصة به سلبية أو إيجابية ،فالمهم عندي التساؤل الوجودي للإنسان . كما احاول ترك المجال للعقل الباطني بما بختلجة من أحاسيس وانفعالات لإبرازها من خلال اللون والخط .


س: رؤيتك الفنية التي تعمل على إبرازها . 


ج : لست مقيد بموضوع معين بل أتطرق الى كل المواضيع الملتصقة بالحياة والعصر وبواقعي الوجودي ، واجد نفسي عاجز عن التعبير عن شئ لا يخصني واعتقد ان الرسام لابد ان يكون مرتبط بالواقع وان يعبر عنه بصدق  ، فرغم تكويني المسرحي  لا يمكنني التعبير عن أشاء لا ارتبط بها شخصيا ، واعتبر نفسي فنان صاحب رسالة . اعمل على إبرازها من خلال مزج افكاري بما يخالج عقلي الباطني لاستنباط اعمال تجريديةً حمالة لعديد القراءات والتجليات ، لتحفيز المتلقي على التفكير والحلم ، وذلك هو العمل الناجح حسب رأي .


س : رأيك في ما يدور على الساحة التشكيلية.


ج : كل يوم اكتشف عديد الأشياء على الساحة الفنية منها الإيجابي ومنها السلبي .

لنتحدث اولا عن الإيجابي وهو تواجد العديد من الوجوه الجديدة وهم أكاديميين وعصاميين يقدمون اعمال جيدة ولهم مواهب محترمة وخلق عالية ، وهم يساهمون في خلق جيل جديد من المتابعين والمهتمين بالفن التشكيلي ، مما يسمح بالمزيد من الإشعاع للفن واتساع الذائقة الجمالية عند الجمهور العريض.

اما السلبيات فهي قديمة متجددة يتقاسمها الجميع من مسؤولين ثقافيين الذين لا يسعون الى خلق تصورات جديدة للإحاطة بالفنان التشكيلي لدفعه نحو الأفضل ، وانعدام التواصل المثمر بين الفنانين وبعض المسؤولين .

كذلك العلاقة الغير جيدة بين الرسامين أنفسهم وما يحدوهم من مغالطات وأنانية ، وقد يعود ذلك لخصوصية الفن التشكيلي الذي يعتبر فن فردي بالأساس . من السلبيات الاخرى علاقة الفنان بالمحيط التي تعتمد على بيع اللوحة لا على نشر الفن مما يفقد اللوحة جانبها الفني والفلسفي ليصبح الهدف تجاري بحت ، واعتبر ذلك احد  السلبيات الكبيرة عند بعض الفنانين . ولا نغفل عن الدور السلبي الذي يلعبه بعض اصحاب الأروقة لاعتمادهم على قائمة محدودة من الفنانين لغايات ربحية بعيدا عن الأغراض الفنية والحضاريةً. 


س : هذا يدفعنا للحديث عن سوق الفن التشكيلي .


ج : لا توجد ارضية جيدة لسوق الفن لانعدام ثقافة فنية تساعد على ذلك .  خاصة في ظل انعدام اهتمام الاعلام المرئي   اذ لا  توجد برامج تهتم بالفنون التشكيلية ، وهنا ادعوا الأساتذة الجامعيين القيام بجهد اكبر للتعريف بالفن التشكيلي واقتحام البرامج التلفزية ، وان تلعب الهياكل الدور الواجب عليا ، ولا ننسى دور وزارة الشؤون الثقافية التي يجب عليها احداث شراكة حقيقية مع وزارة التربية لنشر الثقافة الفنية واحداث  روافد جديدة لإثراء الفن و تمكن من دعمه نشره .


س : هل تدعوا الى ارساء ثقافة جديدة تنطلق من المدارس . 


ج : لابد من الانطلاق من القاعدة بدعم الفنون بالوسط المدرسي ، واوجه الدعوة للأساتذة الجامعيين الى المساهمة في دعم المكتبة الفنية بنصوص راقية ومتميزة تحث الناشئة على المزيد من الاهتمام بالفنون التشكيلية ،.

mercredi 15 août 2018

الركود والجحود ورمي الورود

لا احد ينكر ما يعانيه هاته الايام قطاع الفنون التشكيلية من ركود مدمر ، ومرد ذلك الازمة الاقتصادية الخانقة التي تمر  بها البلاد التونسية ، والعالم بصفة عامة .
ثم هذا التنافر الكبير بين الكثير من الفنانين التشكيليين ، اضافة الى ما يسود القطاع من لوبيات وجماعات محنطة يصعب تفتيتها ، لما بنيت عليه من مصلحة واهداف شخصية مركبة.تتخلل كل ذلك بعض من رمي الورود في غير محله ، لاطراف دون اخرى.
فاين نحن من احترام الكبار فنيا وسناا ،اين نحن من تشجيع المواهب الصاعدة ، اين نحن من الابداع الخلاق ، اين نحن من البحث والاطلاع الجاد ؟.

samedi 16 juin 2018

بشير الهدومي

الفنان بشير الهدومي ابن الشركة التونسية للسكك الحديدية ، أحالني مباشرة الى شخصية اخرى لعلي من أشد الناس اعجابا به الفنان التشكيلي نصر الدين العسالي لما لأعماله من تميز في الإبداع ، ولتفرد  في شخصيته ولتلك الآنفة التي يتميز بها ، فالفنان دارس لعلوم تقنية لا علاقة لها بالفنون التشكيلية ،الا ان روح الفنان لا تعترف بالحواجز ، فعملة بالشركة الوطنية للسكك الحديدية لم يمنعه من الدخول بقوة في عالم الفنون التشكيلية لينحت بأحرف من ذهب اسمه في هذا العالم . 

ما دفعني الى هاتفه الكلمات  بحق الفنان القدير العسالي هو ما اكتشفته في المدة الاخيرة : فنان اخر ابن شركة السكك الحديدية ... الفنان القادم من اعماق الجنوب (قابس)، فنان  مصر  على فرض أعماله في العاصمة بعد إشعاع كبير في قابس والجنوب عموما. 

الفنان بشير الهدومي مثل الكثير من الفنانين كان للثورة الأثر الكبير في مسيرته الفنية .  بشير الهدومي فنان في أعماله وفي علاقاته، تدرك من خلال الحديث اليه ان الرجل يعشق فنا ويعيش فنا خاصة بعد تفرغه في المدة الاخيرة  ، بعده من العاصمة لم يكن له عائق ، يطوي كل المسافات لأجل معرض يشاهده او يشارك فيه ، بأعماله سحر للروح دون تعقيد الى حد البساطة التي لا يخفيها وكيف يخفيها وهي جزء من شخصيته ، تشدك أعماله بهذا التميز الخاص في التعامل مع الألوان ، الفنان بشير الهدومي يدرك جيدا انه يجب على الفنان ان يطّلع على تجارب الآخرين لذلك يسعى بقوة لتدارك ذلك ، وما حضوره شبه الدائم في المدة الاخيرة لجل المعارض والتظاهرات الادليل على ما سبق ذكره.

اعمال الفنان بشير الهدومي تنبع  من واقعة ... من الامه وأحلامه ، يجسدها بروح نقية وإحساس متميز . يسعى الفنان الى إقامة معرض شخصي بالعاصمة لعله يكون باكورة معارض تليه ، على ان واصل العمل بنفس هاته الروح العالية التي يتمتع بها لمزيد التالق والابداع  والتألق.





samedi 2 juin 2018

آمال الحجّار

رغم تعدد اختصاصاتها ، المهنية اذ لم تستطع الفنانة امال الحجار المكوث طويلا في مهنة واحدة فتنوعت وتعددت ، الا ان المتابع لمسيرتها الفنية يلاحظ انها تثري الساحة الفنية التشكيلية منذ سنة 1978 من خلال مشاركاتها وأعمالها الفنية المتميزة ، فعلى عصاميتها نراها قد واضبت عليه ، فالفن بالنسبة لها هاجس ومتنفس وهواية الى جانب العزف على العود ، دأبت منذ بداياتها على صقل مواهبها الفنية وتطويرها ،. ومن حسن حظها انها ابنة المنستير عاصمة الفنون بدون منازع والفن التشكيلي خاصة ، اذ تقام بها العديد من التظاهرات والمواعيد القارة للفن التشكيلي بتحد كبير لكل الصعوبات وحتى العراقيل ، الا ان القائمين على الفن التشكيلي والثقافة عموما يبذلون من الجهد والمال الشئ الكثير ، لتذليل كل الصعوبات فتحية شكر لهم على ذلك ، وعلى رعايتهم لهاته الفنانة المتميزة ، اذ اتيحت لها عديد الفرص للعرض الجماعي والفردي ، لتكون بذلك لؤلؤة من لآلئ  الفن التشكيلي ، على الصعيدين الجهوي والوطني .

عصاميتها لم تكن عائق لابداعاتها ، بل دافع لمزيد من العمل والبحث ، لإنتاج ابداع مثير للاهتمام . 

الفنانة امال الحجار تمتاز أعمالها بذلك الحس ألفي الراقي الذي ينم على موهبة متأصلة وخبرة اكتسبتها بفضل تجربتها ، وتلك الثقافة الفنية المتميزة ، زادتها وضوح الأفكار التي تلازمها تألقا . 

اتخذت من المرأة موضوعا في جل الاعمال التي قدمتها بكل وعي ودقة ، لتسافر عبرها الى كل العوالم ، وهي عاشقة للبحر بكل اطيافه وتقلباته ، جعلت منه حلما وواقع جميل ، الوانها متماسكة ، دقيقة ، دافئة ، تختارها بعناية ودقة العارف الموغل في الإحساس ، لبلوغ ما تود الوصول اليه من التعابير الجمالية المتألقة .

سجل الفنانة حافل بالتتويجات والجوائز التي نالتها بشرف العمل والموهبة ، وهي لا تتوانى في التضحية من اجل الفن بدماثة اخلاق تلازمها في حلها وترحالها .